إعداد: محمد سليمان – 15 أكتوبر 2025
الخلفية
- ألقى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خطابًا في الكنيست الإسرائيلي (13 أكتوبر 2025)، على خلفية التوصل لاتفاق بشأن إنهاء الحرب في غزة، دعا فيه الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ إلى العفو عن نتنياهو في القضايا المتورط فيها (رشوة وفساد)، مؤكدًا أنه يتعرض – وفق تعبيره – إلى «حملة شعواء، في خضم توقيت حرج، يتزامن مع مفاوضات جارية مع حماس».

العوامل المؤثرة
- وجود مصلحة لدى ترامب لدعم نتنياهو، ليس فقط كشخص، بل كمركز ثقل في اليمين الإسرائيلي. فترامب يتعامل مع نتنياهو بوصفه الشريك السياسي الوحيد القادر على قيادة إسرائيل ضمن الرؤية الترامبية لمستقبل الشرق الأوسط.
على هذا الأساس، يدفع ترامب خطوة تهدف إلى تعديل بنية الائتلاف الحكومي في إسرائيل، من خلال إقصاء التيار الديني القومي المتشدد (سموتريتش وبن غفير) وتهيئة الظروف لحكومة وحدة قومية بقيادة نتنياهو، تكون أكثر انسجامًا مع أجندته الإقليمية.
الشكوك
- رغم وجود حالة سابقة لعفو استباقي في قضايا أمنية عام 1986، فإن الحالة الراهنة تختلف جذريًا كونها تتعلق بسلوك شخصي لرئيس وزراء أثناء وجوده في المنصب، لا بقضية أمن قومي.
المخاطر
- أي عفو في هذه المرحلة قد يُفسَّر كمساس خطير ومباشر بمبدأ سيادة القانون، خصوصًا في ظل استمرار الإجراءات القضائية وعدم إصدار حكم قضائي نهائي بعد.
الدلالات
- تتماهى دعوة ترامب للعفو عن نتنياهو مع محاولاته المتكررة لتعزيز صورته كـ «زعيم مستهدف» (سردية استخدمها فترة الانتخابات الأمريكية ما يمنحه تبريرًا منطقيًا للتبخيس من قيمة محاكمة الزعيم)، كما تعكس أيضًا هذه الدعوة توظيفًا ذكيًا للعلاقة الشخصية والسياسية مع نتنياهو، يمكن تأطيرها بشكل معين لاحقًا لتمرير خطة أمريكية أوسع تتجاوز غزة، وتستهدف إعادة تشكيل التوازنات الإسرائيلية–العربية وفق الرؤية الترامبية.
التوقع
- من المرجح أن أي قرار بالعفو قبل انتهاء المحاكمة سيكون عُرضة للطعن من قبل جهات متعددة داخل إسرائيل.